sábado, 11 de agosto de 2007

الدروس التركيه

الدروس التركيه

ان التحول الاقتصادي والسياسي في تركيا ومايوازيه من ازدهار في البلاد هي امثله نتمنى أن تحذوها الدول العربيه اذا كانت هناك نيه صادقه عند بعض أو مجمل الانظمه لتحقيق استقرار سياسيواقتصادي وعلاقات مميزه مع مختلف دول العالم
تتميز تركيا بترامي حدودها مع العديد من دول الشرق الاوسط وايران جورجيا وجوارها لليونان وقبرص
هذا التنوع جعل من البلاد ذات امتدادات تاريخيه وثقافيه منوعه ناهيك عن تاريخ الامبراطوريه العثمانيه العريق
منذ فرض العلمانيه على يد أتاتورك اثر انهيار الدوله العثمانيه اقصي الدين عن الحكم وتم تغيير الاحرف العربيه واستبدالها بالاحرف اللاتينيه مما افقد الاتصال بين تركيا اليوم عن تاريخها المكتوب بأحرف عربيه
وعند نشوء الاحزاب الاسلاميه بقياده أربكان مع مجموعه من رجال الاعمال الاسلاميين تم الغاءتلك الاحزاب من قبل الجيش العلماني حتى تجاوز عددها الاربعين حزبا حتى الوصول لحزبي العداله والتنميه الحاكم الآن وحزب السعاده الاكثر محافظه بقياده أربكان نفسه
مايهم في الامر هو طرق المناوره السياسيه التي لم تتوقف حتى وصول الاسلاميين بالطرق الديمقراطيه للحكم والمحافظه على الاصول والمعتقدات الدينيه
مثلا الحجاب الممنوع في مناصب الدوله والتعليم تتم معالجته ديمقراطيا وبطرق الحوار
حتى قبل العلمانيون أخيرا بأن تكون زوجه رئيس الوزراء طيب اردوغان محجبه وتبقى آخر المهام الصعبه وهي اقناع الجيش والعلمانيين بأن لامانع من أن تكون زوجه رئيس الدوله الممثل أصلا للعلمانيه محجبه أيضا وهذا ماحاوله ويحاوله وبجد السيد اردوغان عبر ترشيحه للسيد عبد الله غول لهذا المنصب حيث زوجته أيضا محجبه
من هذا الدروس في الديمقراطيه على الطريقه التركيه يجب أن نتعلم لأن السياسه هي فن المراوغه والمناوره لتحقيق المكاسب والمطالب دون التخلي عن المبادئ ورمي الاخفاقات والفشل السياسي على الغير سواء في الداخل والخارج
احزاب معارضه كثيره في عالمنا العربي سواء كانت مسموحه أو محظوره أكثرها على مواقفها في تحدي السلطات دون أدنى تغيير في الطريقه المتبعه للحوار ناهيك عن تحجر الانظمه العربيه في أغلبها وخاصه الجمهوريه منها خشيه زوال الحكم والتي بدأت حملات توريث الحكم للابناء على غرار الانظمه الملكيه الاكثر استقرارا بافتراض أن الحكم مضمون دستوريا باعتباره ملكي
بينما يكافح حزب العداله والتنميه التركي للسماح للمحجبات تحت مبدأ المساواه في الحقوق من أن تحتل مراكز مرموقه في الحكم وحتى دخول الجامعات باعتبار أن حرمانهن يعتبر انتهاكا لحقوق الانسان
في عالمنا العربي حيث اضطهاد النساء في مختلف المجالات مازال قائما حيث تم في بعضها مثل سوريا في الثمانينيات بنزع حجاب بعض النساء بحجه التقدميه وبلاد تمنعهن أصلا من ارتداء الحجاب مثل تونس ناهيك عن أن المحجبات يمنعن أصلا من العمل كمذيعات في مجمل المحطات التلفزيونيه العربيه(مع بعض الاستثناءات)
أو تبوء مناصب رفيعه المستوى اضافه للحرمان من الكثير من الحقوق المدنيه والتعليميه
مهما كانت الحجج والاسباب هنا وهناك عن جمود حركه التحول الديمقراطي ووصول الاسلام المعتدل للسلطه في العالم العربي فان المثال التركي واضح ونتائجه الايجابيه واضحه
وان بعض المحاولات الطموحه والمماثله منها حزب العداله والتنميه المغربي وحزب الاتحاد من أجل الحريه المصري (قيد الانشاء) بزعامه السيد منتصر الزيات نعتقد أنها محاولات جاده لخلق تغيير تدريجي وبطيئ في بعض دول العالم العربي
متمنين أن تأخذ التجربه التركيه بعين الاعتبار باعتبارها أثبتت نجاعه واضحه في الحوار الديمقراطي وصلاحيه الاحزاب الاسلاميه المعتدله لحكم بلادها باعتبار أن الاسلاميين في مجمل العالم العربي لديهم قاعده جماهيريه واسعه وواضحه للعيان

No hay comentarios: